بیان وزارة خارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بشأن المفاوضات بین وفود الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وأوکرانیا وبریطانیا والسوید وکندا بشأن حادث تحطم

أصدرت وزارة خارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، الثلاثاء، بیاناً بشأن المفاوضات بین وفود الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وأوکرانیا وبریطانیا والسوید وکندا بشأن حادث تحطم الطائرة الأوکرانیة.

وفی ما یلی نص البیان:

 

فی یومی 2 و3 أکتوبر 2023 جرت مفاوضات بین وفد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ووفود کندا وبریطانیا وأوکرانیا والسوید بشأن حادث تحطم الطائرة الأوکرانیة فی جنیف العاصمة السویسریة. وبالنظر الى أن الحکومات الأربع المذکورة، والتی نصبت نفسها مباشرة بعد هذا الاجتماع فی شکل مجموعة التنسیق والاستجابة، تحاول تقدیم روایة أحادیة الجانب للقضیة من خلال نشر بیان خاص بها، لذا فإن وزارة الخارجیة الایرانیة ترى أنه من الضروری نشر هذا البیان للرأی العام.

 

انطلاقا من حسن النیة وبموجب الشفافیة کان وفد الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة المکون من ممثلی المؤسسات ذات الصلة یعتزم تقدیم تقریر کامل عن الإجراءات المتخذة، ولکن نظرا لمعارضة الحکومات المذکورة إجراء مفاوضات وظیفیة وخالیة من أی تحیز واتهامات، لم یتم تقدیم التقریر.

 

قامت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بإعداد و نشر تقریر التحقیق الفنی للحادث بمشارکة ممثلی الدول ذات الصلة فی أسرع من الوقت المحدد فی اللوائح الدولیة. وهذا التحقیق یهدف إلى معرفة أسباب الحادث ووصفه من أجل خلق الشفافیة ونقل الخبرة الى دول أخرى، والأهم من ذلک، تعزیز سلامة الطیران لمنع وقوع حوادث مماثلة. یذکر أن ممثلی الحکومات المعنیة شارکوا فی عملیة إعداد التقریر الفنی، بما فی ذلک قراءة الصندوقین الأسودین للطائرة. وقد تم نشر التقریر الفنی النهائی للحادث باللغتین الفارسیة والإنجلیزیة. وعلاوة على ذلک فقد أجرت المؤسسات المعنیة فی الدولة تحقیقات مستمرة ومفصلة وتم اتخاذ التدابیر اللازمة من أجل تحسین معاییر سلامة الطیران وتحقیق أقصى قدر من أمن الطیران.

 

ومن منطلق التزاماتها الدولیة ومن أجل الاهتمام بمصالح أسر المتوفین المحترمین، قد خصصت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، مبلغاً قدره 150 ألف دولار عن کل متوفی وقد دفع حتى الآن عدد کبیر لذوی الضحایا ومن الجدیر بالذکر أن الناجین الآخرین الذین لم یتلقوا تعویضاتهم بعد یمکنهم الحصول علیها فی أقصر وقت ممکن وذلک بعد مراجعة وزارة الطرق والتنمیة الحضریة.

 

وکما أعلنت السلطات القضائیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، فقد أجرت المحکمة المختصة التحقیق القضائی فی القضیة وفقا لقوانین الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة ووفقا لمعاییر الاجراءات العادلة وبمنتهى الدقة والجدیة. کما صدر الحکم بالسجن والعقوبات على عشرة من المتهمین فی درجات مختلفة، ممن ارتکبوا إهمالا أو تقصیرا فی أداء واجباتهم بسبب الإهمال وعدم المسؤولیة والالتزام بالقواعد، دون أی تخفیف. وبالإضافة الى هذه العقوبات، تعرض عدد کبیر من المتهمین لعقوبات تأدیبیة مثل الفصل وخفض الرتبة.

 

تعتقد حکومة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أنها أنجزت جمیع المهام التی أسندتها قواعد وأنظمة القانون الدولی فیما یتعلق بالحوادث الجویة الى البلد الذی وقع فیه الحادث، فی أقصر وقت ممکن. ومن المؤسف أن الجانب الآخر، وبتحریض مرکّز من حکومة معینة، متجاهلا الإجراءات المذکورة ودون الالتفات الى الأنظمة والإجراءات الدولیة ذات الصلة، أفسد الفرصة الدبلوماسیة فی اجتماع جنیف من خلال الاشارة الى مضمون عام ومبهم واحداث فجوة فی مواقف الدول ادت الى الفشل فی تحقیق النتائج المطلوبة.

 

فی ختام هذا اللقاء، أکد وفد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة کموقف مبدئی على استمرار التفاعل والحوارات وأعلن استعداده لإجراء مفاوضات تهدف الى تحقیق النتائج المطلوبة وسیکون استمرار المحادثات مربوطا باستعداد الأطراف الأخرى.

 

تأخذ وزارة خارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة على عاتقها أن تبلغ مرة أخرى الشعب الإیرانی الشریف أن تحطم الطائرة الأوکرانیة کان حادثا مریرا ومؤسفا، وأن معظم الضحایا کانوا من المواطنین الإیرانیین والأطفال. وقد أعربت السلطات المدنیة والعسکریة الإیرانیة مرارا وتکرارا عن أسفها لهذا الحادث رسمیا وعلنا، ولن تتخلى الحکومة الایرانیة عن أی جهد لتهدئة وإرضاء الناجین من هذا الحادث.

 

إن الجهاز الدبلوماسی للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، إذ یؤکد على مواساة وتعاطف الناجین من هذا الحادث، ویعتبر نفسه ملزماً بحمایة المصالح الوطنیة أمام الحکومات الأخرى. لذلک، مستعد لإجراء مفاوضات هادفة وسنواصل الوقوف ضد أی طرف یستخدم هذا الحادث المأساوی کذریعة لتحقیق مصالحه السیاسیة ومواصلة الضغط والعداء ضد الشعب الإیرانی، ولن یسمح لأی طرف أجنبی بالإضرار بالمصالح الوطنیة لإیران.